-A +A
حمزة عصام بصنوي
جميلٌ أن يبدع أي منّا و«يشخبط» على أية ورقة ما يصول ويجول بمخيلته، ولكن هل يمكن أن ينفذ الإنسان جميع ما يرسم وما يفكر به، هنا تكمن المشكلة، فعندما نتحدث عن مترو مكة، المشروع الأهم في الوقت الحالي للمدينة المقدسة، فإن إبداعنا التخطيطي يجب أن يترجم إلى وقائع وأحداث.. فمترو دبي مثلا الذي صمم من قبل اتحاد شركات يابانية من ضمنها ميتسوبيشي العالمية، وكلف فقط 15 مليار درهم، يحتوي على47 محطة مترو منها 23 محطة يتم تأجير أسمائها كإيراد استثماري، ناهيك عن المحلات الداخلية التي تحتوي على مطاعم ومراكز تسوق صغيرة وصرافات بنوك، فالخط الأحمر يقطع 50 كيلومترا ويمر بـ35 محطة والخط الأخضر يقطع 20 كيلومترا ويمر بـ22 محطة، وما زالت هناك 3 خطوط تحت الإنشاء، وبدأ تنفيذ مترو دبي في 2005 واتم الافتتاح في 2009..

النقطة الأهم في مقارنتي للمترو هنا بأقرب جارة لنا وهي دبي هي نقطة التصميم، فمترو دبي صمم على أساس طرق طولية بحيث يقطع كل خط المدينة كاملة طولا من جهتي المدينة، وآخر عرضا، وهذا ما لم نره للأسف في التصميم النهائي لمترو مكة، بعد ترقب طويل لمشروع ينتظره العالم الإسلامي أجمع وليس أهالي مكة فقط، نجد تصميم الخطوط بشكل دائري غريب، يثير علامات استفهام، وباستطاعة المصممين جعل الخطوط طولية تقطع مكة المكرمة من أولها لآخرها، خط يمر طولا بجوار المسجد الحرام على بعد مدروس، والآخر يمر عرضا أيضا بجواره بكامل عرض المدينة وتأتي بقية الخطوط إما طولية أو عرضية متعرجة، فعندما نعود للمقارنة نجد أن مترو مكة بإجماليه 188 كيلو مترا ومدة تنفيذه 10 سنوات هذا غير التكلفة الكبيرة بـ62 مليار ريال، وهذه المعلومات ليست مجرد كلمات ستنشر في مقال، بل هي دراسة حقيقية وهي من أساسيات تصميم خطوط المترو والمعروفة لدى جميع المصممين والمهندسين والشركات الكبرى. فمكة التي تضيق ذرعا بالمركبات أثناء المواسم وفي غيرها، ستستفيد بنسبة كبيرة لوجود هذا المشروع، مما يتطلب جهدا أكبر في إعادة صياغة تصميم الخطوط.. وواقعية التنفيذ حتى من ناحية الأنفاق التي تتلافاها دبي بعمل المحطات المعلقة والمترو المعلق، فطبيعة أراضي مكة المكرمة صخرية جبلية صعب الحفر فيها ومكلف بينما استخدام الطبيعة الجغرافية في التخطيط والتنفيذ هو ما يجب الاهتمام به..


وأخيرا..

إن هذا المشروع من أكثر المشاريع المفيدة للناس خاصةً وللحجاج والمعتمرين والزائرين عامةً والأكثر ربحية للدولة.. كمصلحة عليا، ومن هنا أطالب المسؤولين بإعادة التفكير والتخطيط في شكل وطريق المترو لما يهم البلاد والعباد.. كيف والعالم الإسلامي يقتنصنا بنظرة ويراقب ما نفعل.

Hbasnawi@hotmail.com